يشير الدخل الشخصي إلى الدخل الذي يتلقاه الأفراد مقابل تقديمهم للعمالة والأرض ورأس المال المستخدم في الإنتاج الحالي، بالإضافة إلى الإيرادات الحالية للتحويلات بعد خصم المساهمات في التأمين الاجتماعي الحكومي.

ما هو الدخل الشخصي

تعد "الدخل الشخصي" من أهم المفاهيم في علم الاقتصاد الكلي، حيث يعكس هذا المصطلح الدخل الإجمالي الذي يحصل عليه الأفراد من جميع المصادر المختلفة خلال فترة زمنية معينة، عادةً ما تكون سنة واحدة. يُعد تعريف مفهوم الدخل الشخصي واسعًا ويغطي في طياته العديد من المكونات التي يمكن أن تشمل الأجور والرواتب، الفوائد على المدخرات، الأرباح الموزعة على الأسهم، والإيجارات، والمكاسب الرأسمالية، والأنواع الأخرى من الإيرادات مثل العائدات من الأعمال الحرة والتحويلات الحكومية مثل الإعانات الاجتماعية. لدى "الدخل الشخصي" أهمية كبيرة في الاقتصاد نظراً لارتباطه الوثيق بالعديد من المتغيرات الاقتصادية الأخرى، كالاستهلاك والاستثمار والإدخار. فعندما يكون دخل الأفراد مرتفعًا، فإن ذلك يؤدي غالبًا إلى زيادة في معدلات الاستهلاك والاستثمار، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي. على الجانب الآخر، إذا انخفض الدخل الشخصي، فإن ذلك يؤدي بشكل عام إلى تقليص الاستهلاك والاستثمار، مما قد يتسبب في ركود اقتصادي. يتضمن "الدخل الشخصي" ثلاثة مكونات أساسية: **الدخل المُتاح**، **الدخل المخصص للادخار**، و**الدخل القابل للصرف**. يتمثل الدخل المُتاح في مقدار المال الذي يستطيع الأفراد الإنفاق منه بعد خصم الضرائب المباشرة كالضرائب على الدخل. من ناحية أخرى، الدخل المخصص للادخار هو الدخل الذي يتم الاحتفاظ به أو استثماره للمدى البعيد، وغالبًا ما يتم وضعه في حسابات التوفير أو الاستثمارات المالية كالأوراق المالية. وأخيراً، الدخل القابل للصرف هو ذلك الجزء من الدخل المُتاح الذي يمكن إنفاقه على السلع والخدمات. تعتمد السياسات الاقتصادية بشكل كبير على مفهوم "الدخل الشخصي" حيث يمكن للحكومات استخدام المعلومات المتعلقة بالدخل الشخصي لتحديد الاتجاهات الاقتصادية وتصميم السياسات المالية والنقدية. فعلى سبيل المثال، في حال زاد معدّل البطالة وانخفض الدخل الشخصي، قد تلجأ الحكومة إلى سياسات مالية تحفيزية مثل زيادة الإنفاق العام أو خفض الضرائب بهدف تعزيز الدخل الشخصي وزيادة معدلات الاستهلاك. وعلى الجانب الآخر، إذا كانت الاقتصاد في حالة تضخم وارتفاع في الدخل الشخصي، قد تلجأ الحكومة إلى سياسات تقشفية للحد من التدفقات المالية الواسعة، وهو ما يمكن أن يتضمن رفع الضرائب أو تقليص الإنفاق العام. علاوة على ذلك، يمكن لمؤشر الدخل الشخصي أن يكون مؤشرا هاما لصنّاع القرار في القطاعين العام والخاص. حيث يمكن للشركات أن تستخدم هذا المؤشر لتحديد مدى جاهزية السوق المحلي لاستيعاب سلعها وخدماتها. فعلى سبيل المثال، في حال أظهرت البيانات ارتفاعًا في الدخل الشخصي، يمكن للشركات أن تستثمر في أنشطة تسويقية جديدة أو قد تقرر توسيع نطاق منتجاتها. ومن الناحية الاستثمارية، يمكن أن يساعد الدخل الشخصي الأفراد في اتخاذ قرارات استثمارية ذكية قائمة على القدرة المالية والاتجاهات الاقتصادية. من المؤشرات الأخرى المرتبطة بالدخل الشخصي هو **معدل الادخار الشخصي** والذي يعكس نسبة الدخل الشخصي الذي يتم الاحتفاظ به أو استثماره بدلاً من إنفاقه على السلع والخدمات. هذا المؤشر يساعد في فهم مدى رغبة الأفراد في الادخار وتأمين مستقبلهم المالي، كما يعكس قدرة الاقتصاد على جذب الاستثمارات طويلة الأجل. تشمل التحديات التي تواجه تحليل الدخل الشخصي توفير بيانات دقيقة ومحدثة لأن التغييرات في الدخل الشخصي قد تكون سريعة ومتغيرة وفقاً لعوامل عدة كالتضخم، التغيرات في سوق العمل، ومستويات الفائدة النقدية. على منصة "Eulerpool"، نوفر بيانات وأرقام شاملة ومحدثة تتعلق بالعديد من المقاييس الاقتصادية ومنها "الدخل الشخصي". نهدف من خلال تقديم هذه المعلومات إلى تزويد الباحثين والمحللين الاقتصاديين والمدراء التنفيذيين بصور واضحة ومفصلة للوضع الاقتصادي العام وتقديم الأدوات اللازمة من أجل اتخاذ قرارات ماليّة واقتصاديّة مستنيرة. نؤمن بأن الفهم العميق لمكونات ومؤشرات الدخل الشخصي يمكن أن يكون له أثر فعّال في تحقيق الاستدامة والنمو الاقتصاديين على المدى البعيد. باختصار، يشكل الدخل الشخصي حجر الأساس في العديد من الدراسات والتحليلات الاقتصادية، حيث تعرفنا على أهميته، مكوناته، تأثيراته، والسياسات التي يمكن أن تُبنى بناءً عليه. نأمل بأن نكون قد قدمنا فكرة شاملة عن هذا المفهوم الأساسي في علم الاقتصاد الكلي، لأجل تعزيز الفهم والاطلاع على التوجهات الحالية والمستقبلية التي تهم صناع القرار والباحثين والمهتمين بمجال الاقتصاد.