تقرير سوق العمل الأمريكي يسبب اضطرابات عالمية

في الأسابيع الأخيرة، أبدى المستثمرون قلقًا متزايدًا بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. وجاء تقرير سوق العمل المُخيب للآمال يوم الجمعة ليعزز هذه المخاوف بشكل كبير، مما أدى إلى عمليات بيع كبيرة في الأسواق يوم الإثنين. يبدو أن المشاركين في السوق يتوقعون الآن خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماعين المقبلين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر ونوفمبر. يرى فريق القيمة العالمية أن فئات الأصول مثل النقد والذهب والقطاعات الدفاعية مثل السلع الاستهلاكية تمتلك مرونة أكبر في مواجهة التراجعات السوقية مقارنة بالمؤشرات السوقية العريضة المعتمدة على التكنولوجيا. ويُعد الصدمة السوقية الأخيرة تذكيرًا بأهمية الاستثمار في الأصول المرنة في ظل غموض الأسواق المتأصل. قام المشاركون في السوق بتسعير التوقعات بهبوط سلس للاقتصاد الأمريكي، على الرغم من وجود سلسلة من البيانات الاقتصادية التي تشير إلى مخاطر دورية متزايدة. إلا أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم أوستان جولسبي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، حذروا من إعطاء أهمية كبيرة لإحصائية شهرية واحدة. بينما اتبعت اليابان، ممثلة في البنك المركزي الياباني (BOJ)، مسارًا آخر. ففي 31 يوليو، رفع البنك المركزي الياباني سعر الفائدة الأساسي إلى 0.25%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، وأعلن عن سياسة نقدية أكثر تشددًا. ونتيجة للفروق في أسعار الفائدة بين البنك المركزي الياباني والبنوك المركزية الأخرى مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، شهد الين ارتفاعًا. تؤكد الأحداث السوقية الأخيرة على أهمية بناء محافظ استثمارية ذات مقاومة من الأساس. ويفضل فريق القيمة العالمية التركيز على البحث عن شركات ذات جودة عالية قادرة على تقديم استقرار في مختلف سيناريوهات السوق، بدلاً من التركيز الشديد على المتغيرات الاقتصادية والسياسية الكلية. على الرغم من أن الأسواق قد تبدو اليوم مُقيّمة بشكل أكثر عقلانية، فإنه سيكون من الحكمة عدم الافتراض بأن الاتجاه سيكون فقط نحو الارتفاع. في الأوقات غير المؤكدة، تُثمن الأسواق القدرة المحتملة على الصمود، خاصة إذا فشلت سيناريوهات الهبوط السلس أو إذا استمرت التوترات الجيوسياسية في التأثير على الأسواق.