خافيير ميلي يدافع عن السياسة المالية: تجنب زيادة الإنفاق على المعاشات

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي تمكن مؤخراً من التصدي لمحاولة زيادة الإنفاق على المعاشات التقاعدية، بعد أن عجزت أحزاب المعارضة في البرلمان عن جمع الأصوات الكافية لتجاوز فيتو الرئيس. في مجلس النواب، صوت 153 نائباً لتعطيل فيتو ميلي، لكنهم لم يحصلوا على الأغلبية المطلوبة وهي ثلثي الأعضاء. ميلي جادل بأن الزيادة، التي كان من المفترض أن تفيد المتقاعدين في ظل التضخم المرتفع، ستعرض للخطر وعوده الأساسية بالقضاء على العجز المزمن في موازنة الأرجنتين وخفض التضخم. حكومة ميلي الأقلية تفاوضت مع مجموعة صغيرة من النواب الوسطيين الذين صوتوا في الأصل لصالح زيادة المعاشات لاستعادة دعمهم. وفقاً لمحللين، كانت هذه الخطوة ستكلف حوالي 0.45 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بالفائض المالي البالغ 1.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الذي حققه ميلي في النصف الأول من العام من خلال حزمة تقشف صارمة. قال ميلي بعد التصويت على منصة إكس (المعروفة سابقاً باسم تويتر): "اليوم أوقف 87 بطلاً المجرمين الماليين الذين حاولوا تدمير فائض الموازنة الذي حققه الأرجنتينيون بجد." بعد فترة وجيزة من الانتصار السياسي لميلي، أصدر معهد الإحصاء الوطني الأرجنتيني بيانات التضخم الحالية. ارتفعت الأسعار في أغسطس بنسبة 4.2 في المئة مقارنة بالشهر السابق، متجاوزة بذلك قليلاً توقعات الاقتصاديين. تسارع التضخم الأساسي، الذي يستثني الأسعار الموسمية والمنظمة، بنسبة 0.3 نقطة مئوية مقارنة بيوليو ليصل إلى 4.1 في المئة. ورغم أن معدل التضخم الشهري قد انخفض بشكل ملحوظ منذ أن بلغ ذروته عند 26 في المئة في ديسمبر، إلا أنه بقي منذ مايو مستقراً عند مستوى قليل يزيد عن 4 في المئة. يشير هذا إلى أن الحكومة تجد صعوبة في تحقيق هدفها المتوسط الأجل لتقليل التضخم إلى 2 في المئة شهرياً. راميرو بلازكيث جيومي، رئيس البحث والاستراتيجية في بنك الاستثمار BancTrust، أعرب عن أن التأثير الإيجابي المتوقع على أسعار السندات بعد انتصار ميلي في الكونغرس من المرجح أن يعوض التأثيرات السلبية لبيانات التضخم. الشهر القادم سيكون حاسماً لجهود الحكومة في خفض التضخم. هذه الجهود تعتمد على معدلات الفائدة المنخفضة لإزالة الحاجة إلى خلق الأموال من قبل البنك المركزي، والتحكم الصارم في سعر الصرف الرسمي، والتخفيض الأخير في ضريبة الاستيراد التي من المتوقع أن تخفض بعض الأسعار قريباً. قال بلازكيث: "نعتقد أن شهر سبتمبر سيكون اختباراً حقيقياً لاستراتيجية الحكومة لمكافحة التضخم. إذا لم ينخفض التضخم الشهر المقبل، سيضطرون إلى رفع معدلات الفائدة.