سجلت شركة "نفيديا" قفزة في الإيرادات خلال الربع الأخير وقدمت توقعات متفائلة للإيرادات، مما يشير إلى أن الازدهار في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي رفع تقييم الشركة المُصنعة للرقاقات إلى أكثر من تريليوني دولار، لا يزال قويًا.

ارتفعت الإيرادات خلال الربع السنوي إلى 26 مليار دولار، وهو رقم قياسي للشركة. وبلغ الربح الصافي 14.88 مليار دولار، مقابل 2 مليار دولار في العام السابق.

كل من الإيرادات والأرباح تجاوزت تقديرات وول ستريت، وفقًا لاستطلاع فاكتسيت. كما تجاوزت توقعات الشركة التي تقدر بحوالي 28 مليار دولار من الإيرادات للربع الجاري التوقعات، رغم أن النمو يواجه الآن مقارنة أقوى مع الأرباع التي تلت بداية ازدهار الذكاء الاصطناعي.

ارتفعت أسهم نفيديا بعد الإغلاق بنسبة 4.4٪ إلى مستوى قياسي جديد. قد تضاعفت أسهم الشركة أكثر من ثلاث مرات في الاثني عشر شهرًا الماضية ورفعت التقييم إلى أكثر من 2 تريليون دولار. أعلنت الشركة عن نيتها لتقسيم الأسهم بنسبة 10:1، والذي سيصبح ساريًا من تاريخ 7 يونيو. بالإضافة إلى ذلك، قامت بزيادة توزيعات الأرباح من 4 سنتات إلى 10 سنتات.

الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جنسن هوانغ، يعلن بداية ثورة صناعية جديدة حيث تساعد نفيديا في تحويل مراكز البيانات إلى "مصانع الذكاء الاصطناعي" بقيمة تريليون دولار.

"الذكاء الاصطناعي سيجلب مكاسب إنتاجية كبيرة لما يقرب من كل صناعة وسيساعد الشركات على العمل بكفاءة تكلفية وكفاءة طاقة أعلى"، قال هوانغ في بيان.

إرتفاع مبيعات نفيديا بشكل ملحوظ منذ حوالي عام، بعد أن أبهر ChatGPT من OpenAI المستخدمين بقدرته على إنتاج نصوص تشبه النصوص البشرية. استخدمت OpenAI آلاف شرائح الذكاء الاصطناعي من نفيديا لإنشاء ChatGPT، ولا توجد سوى خيارات قليلة لمثل هذه المهمة المكثفة للحوسبة لتطوير ونشر هذه الأنظمة.

بعد النجاح الساحق لشركة OpenAI، سعت الشركات التقنية الكبرى والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى شراء أكبر عدد ممكن من شرائح Nvidia، مما أدى إلى نقص قد يستمر حتى العام القادم وفقاً لإدارة الشركة.

على الرغم من الارتفاع القوي في أرباح نفيديا، إلا أن نمو الإيرادات يتباطأ في الفصول الأخيرة بعد زيادة الإيرادات الأساسية للشركة. حيث تضاعفت الإيرادات تقريباً من حوالي 7.2 مليار دولار في الربع الأول من السنة المالية قبل عام إلى 13.5 مليار دولار في الثاني. ثم ارتفعت إلى أكثر من 18 مليار دولار في الربع الثالث وتجاوزت 22 مليار دولار في الربع الرابع.

الربع الأخير يمثل تباطؤًا آخر في النمو، على الرغم من أن محللي مورجان ستانلي أشاروا في ملاحظة هذا الأسبوع إلى أن التباطؤ المتوقع لا يشكل مشكلة لسهم الشركة، نظرًا لأن تقييمها يتماشى مع عوائد الشركات الكبيرة الأخرى في نفس المستوى.

رئيسة الشؤون المالية في نفيديا، كوليت كريس، أوضحت يوم الأربعاء أن شركات الحوسبة السحابية الكبرى مثل جوجل التابعة لألفابت ومايكروسوفت وأمازون دوت كوم تشكل حوالي 45% من إيرادات مراكز البيانات للشركة – أكثر من 10 مليارات دولار.

تحت إشراف هوانغ، بدأت الشركة مهمتها لتحسين رسومات الحاسوب للاعبين منذ أكثر من ثلاثة عقود. وخلال العقد والنصف الأخير، قامت بتحويل رقائق الرسومات الخاصة بها لاستخدامات أخرى تشمل الذكاء الاصطناعي، حيث كان نهج الشركة في إجراء العديد من الحسابات في وقت واحد متناسقاً مع الاحتياجات.

إزدهار الذكاء الاصطناعي جعل رقائق نفيديا سلعة محط منافسة شديدة، حيث جاهد الرؤساء التنفيذيون للتكنولوجيا للحصول على المزيد منها. عازمة على البقاء في الصدارة، تخطط نفيديا لإطلاق جيل جديد من رقائق الذكاء الاصطناعي في نهاية هذا العام، بعد كشفها في مؤتمر الشركة في شهر مارس، الذي وصفه البعض بـ"وودستوك الذكاء الاصطناعي".

هذه الرقائق، التي تحمل الاسم الرمزي بلاكويل، من المتوقع أن تكلف أكثر من 30,000 دولار للقطعة الواحدة، مما يمهد الطريق لزيادة أخرى في الإيرادات إذا استمرت الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي قوية وإذا استطاعت نفيديا صد التحديات من المنافسين والهيئات التنظيمية.

في إطار الاستعداد لإطلاق Blackwell، قال المحللون إن المدة الزمنية التي تُستغرق للحصول على شريحة الذكاء الصناعي H100 – الأكثر تقدمًا المتاحة حاليًا من Nvidia – قد انخفضت من حوالي عام إلى بضعة أسابيع، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى جهود Nvidia في تأمين المزيد من الشحنات. تجدر الإشارة إلى أن Nvidia لا تُنتج الشرائح بنفسها، بل تُعهد بإنتاجها أساسًا إلى شركة إنتاج أشباه الموصلات التايوانية.

تسليط الضوء على الطلب المتزايد بقوة على رقاقات الذكاء الاصطناعي للشركة، قد صرّحت تيسلا، ميتا بلاتفورمز، وشركات التكنولوجيا الأخرى هذا العام بأنها تخطط لشراء الآلاف منها لدعم جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي. وتوقع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـميتا، أن يكون لديهم حوالي 350,000 من H100 بحلول نهاية هذا العام، وذلك حسب ما ذكر في يناير.