آي بي إم، إحدى الشركات التكنولوجية الرائدة في الولايات المتحدة، تسحب جزءًا كبيرًا من أنشطتها البحثية والتطويرية من الصين. أكثر من 1000 موظف موزعين على مواقع مختلفة في البلاد سيفقدون وظائفهم نتيجة لذلك. تؤثر هذه الخطوة على وحدتي البحث والتنمية China Development Lab (CDL) و China Systems Lab (CSL) وتشكل خطوة إضافية في عملية تقليص تواجد الشركات الأمريكية في الصين.

تراجع شركة IBM من الصين هو جزء من اتجاه أوسع، حيث تقلص الشركات الأمريكية أنشطتها في ثاني أكبر سوق في العالم وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة والمنافسة المتنامية من مزودي الخدمات المحليين. في وقت سابق من شهر مايو، أعلنت شركة Microsoft عن نقل مئات الموظفين من مجالات السحابة والذكاء الاصطناعي بعد أن قيدت الولايات المتحدة وصول الصين إلى التقنيات الحساسة بشكل أكبر.

جاك هيرغنروثر، مدير تنفيذي في شركة IBM، أبلغ الموظفين المتأثرين بالقرار في اجتماع افتراضي. وأشار إلى المنافسة الشديدة وتقلص أعمال البنية التحتية في الصين، مما دفع شركة IBM إلى نقل أعمال البحث والتطوير قرب العملاء خارج الصين. وفي الوقت نفسه، يستفيد المنافسون الصينيون من التوجيهات الحكومية التي تفضل استخدام المنتجات التكنولوجية المحلية في الشركات الحكومية والمؤسسات الحكومية.

علّق موظف سابق على الانسحاب قائلاً: "في السنوات الأخيرة، قامت شركة IBM بتقليص حضورها باستمرار - كجزء من عملية فصل بين الولايات المتحدة والصين." انخفضت إيرادات الفرع الصيني لشركة IBM في عام 2023 مقارنة بالعام السابق بنسبة تقارب 20 في المئة، بينما ساهمت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 11,7 في المئة من إجمالي العائدات البالغة 62 مليار دولار أمريكي.

الموظفون المتأثرون في الصين تلقوا عرضًا للانتقال إلى دول أخرى، بينما عُرض على الآخرين تعويضات وفقًا لمدة خدمتهم. كانت شركة IBM قد أغلقت بالفعل مركز بحث وتطوير كبير آخر في عام 2021، وهو مختبر الأبحاث الصيني القائم في بكين.

قرار إغلاق مختبرات التطوير والنظام الصينية يُعد جزءاً من جهود IBM لتحسين الربحية من خلال خفض التكاليف. وصرّح موظف سابق آخر قائلاً: "كما هو الحال مع بيع أعمال ThinkPad إلى شركة Lenovo، يجب على IBM الآن إغلاق CDL وCSL. كانت هذه الأعمال غير مربحة.

شركة IBM لديها أكثر من 7500 موظف في الصين، مع مكتب كبير في مدينة داليان الواقعة في شمال شرق البلاد. وأوضحت الشركة أن التعديلات في الصين لن تؤثر على قدرتها على دعم العملاء في منطقة الصين الكبرى. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف سيستمر العملاق في المستقبل في مواجهة المنافسة الشديدة من مقدمي الخدمات المحليين والتحديات الجيوسياسية.