عملاق التجارة الإلكترونية أمازون يواصل تنفيذ استراتيجيته التوسعية في مجال الروبوتات، ويعزز شبكته المثيرة للإعجاب التي تضم أكثر من 750,000 روبوت بشكل مستمر. يتم تطوير الابتكارات في مدينة فيرتشيلي الإيطالية، حيث تجري أمازون أبحاثها في مختبر "الابتكار" الاستثنائي. هذا المركز، المحاط بحقول الأرز التاريخية، يشكل قلب جهود أمازون في مجال الأتمتة والروبوتات، وهو الوحيد من نوعه خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا المختبر الفائق الحداثة الذي يقع بالقرب من مركز لوجستي كبير، يعمل أكثر من 200 مهندس على تطوير تقنيات الروبوتيك الجديدة. تتنوع هذه الابتكارات من أذرع قابضة محسّنة يمكن استخدامها بالتعاون المباشر مع البشر، إلى الذكاءات الاصطناعية المتطورة التي تزيد بشكل كبير من كفاءة عمليات اللوجستية.

مثال لافت للتقدم التكنولوجي هو "الملصق الآلي الشامل" (URL)، وهو ذراع روبوتي يمكنه بمساعدة الذكاء الاصطناعي والتعرف على الصور، وضع ملصقات الشحن على تشكيلة واسعة من أشكال ومواد الطرود. يتم ذلك بسرعة ودقة تجعل العملية شبه مستحيلة للمتابعة بالعين المجردة.

أمازون تخطط لإطلاق أكثر من 120 تقنية أتمتة جديدة في شبكتها الأوروبية خلال عام 2024. هذه التقنيات لا تستهدف فقط تعزيز عمليات اللوجستيات، بل تهدف أيضًا إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال حلول تغليف أكثر ذكاءً وكفاءة. فعلى سبيل المثال، تمكّنت أمازون بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي من تقليل المسافات التي تقطعها كل طرد بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تقليل كبير في الانبعاثات الكربونية.

على الرغم من الأتمتة المتزايدة، تُبرز أمازون أهمية العنصر البشري في عملياتها. ترى الشركة التكنولوجيا كوسيلة لتقليل المهام الرتيبة وتمكين الموظفين من التركيز على مهام أكثر معنى وإشباعًا.

قوة الابتكار عند أمازون تظهر ليست فقط في تطوير تقنيات حديثة، بل أيضاً في خلق فرص عمل جديدة ناشئة عن التحول التكنولوجي. لذا فقد استثمرت الشركة في أوروبا وحدها أكثر من 700 مليون يورو في التقنيات الجديدة خلال الخمس سنوات الماضية، مما أدى إلى إيجاد العديد من المسميات الوظيفية الجديدة.

مع هذا الالتزام المستمرّ بالبحث والتطوير ورؤية واضحة لمستقبل الخدمات اللوجستية والأتمتة، تواصل أمازون تعزيز موقعها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا المتطورة والابتكار المستدام.