ديزني تُسجل نتائج متباينة للربع المالي الثاني، بعد نحو شهر من صدّها لثورة المساهمين بقيادة المستثمر الشهير نيلسون بيلتز الذي وجه انتقادات حادة لأداء الشركة مؤخرًا. وشملت النتائج نقاطاً إيجابية عدة، بما في ذلك تحقيق أول ربح تشغيلي مفاجئ في قسم الترفيه ضمن قطاع البث الرقمي وزيادة في نمو الإيرادات للأعمال المحلية لشبكة ESPN.
مع ذلك، تنبأت ديزني في بيان أرباحها أن العائد التشغيلي لقطاع تجاربها، والذي يتألف بشكل رئيسي من المنتزهات الترفيهية، سيكون جامداً في فصل الربع الذي ينتهي في يونيو. هذا أحبط المحللين الذين توقعوا، وفقاً لتقديرات الإجماع من فاكت ست، زيادة في العائد التشغيلي بنسبة ١٢٪ على أساس سنوي لهذا القطاع. أشار المدير المالي لديزني، هيو جونستون، إلى "تطبيع الطلب بعد كوفيد" كعامل لهذه التنبؤات.
تُثير هذه الآفاق على الحدائق مخاوف بشأن تراجع الطلب في قطاع تجاري يُعتبر من الضروري أن يحافظ ديزني على قوته. قد أدت تخفيضات عقود الكابل إلى تقليص امبراطورية تلفزيون الكابل التابعة للشركة، بينما يواجه قطاع صناعة الأفلام السينمائية سلسلة من التحديات التي تمتد من تبعات الإضرابات المقعدة في هوليود العام الماضي إلى ضعف سلسلتيها الشهيرتين من مارفل و"ستار وورز". كذلك كان الانتقال إلى البث المباشر مكلفًا، حيث سجل قطاع "المباشر للمستهلك" خسائر تشغيلية تجاوزت مليار دولار أمريكي خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، بصرف النظر عن الربح المفاجئ في الربع الأخير.
منتزهات الألعاب الترفيهية تشكل الآن مصدرًا أساسيًا للإيرادات المستقرة وتسهم بشكل كبير في نتائج ديزني. لقد استفادت بقوة من ارتفاع الطلب في نهاية العام 2021، عندما تم تخفيف قيود السفر الخاصة بعصر كوفيد وكان للمستهلكين قدرة أكبر على الإنفاق. وشكلت الإيرادات المجمعة من المنتزهات الترفيهية المحلية والدولية 52٪ من أرباح التشغيل للشركة في فترة الاثني عشر شهرًا المنتهية في الربع الأول حتى شهر مارس، رغم أنها مثلت فقط ثلث مبيعات الشركة خلال ذلك الوقت.
القلق بخصوص الحدائق الترفيهية يثقل كاهل المستثمرين في ديزني. الانخفاض الحاد في الأسهم يوم الثلاثاء يشير إلى أنه قد يكون الأسوأ ليوم واحد منذ نوفمبر 2022، عندما أدى تقرير أرباح كارثي إلى تراجع بأكثر من 13% وساهم في النهاية في خسارة الرئيس التنفيذي السابق بوب تشابيك لمنصبه. أدت نتائج الحدائق الترفيهية المخيبة للآمال إلى لعب دور في ذلك التقرير أيضًا؛ إذ لم تحقق الإيرادات التشغيلية للحدائق الأهداف التي حددتها وول ستريت بنسبة 27%.
"الرئيس التنفيذي العائد بوب إيجر يُؤكد في أول مكالمة أرباح له بعد ثلاثة أشهر: "أنا متفائل جدًا بشأن متنزهاتنا، وليس فقط بسبب تعافي كوفيد". لاحقًا، أعلنت الشركة عن خطط لإنفاق رأسمالي قدره 60 مليار دولار أمريكي للمتنزهات وخطوط الرحلات البحرية والمنتجعات على مدار العقد القادم. هذه الاستثمارات ستأتي في وقتها؛ إذ تفتتح يونيفرسال متنزهًا ترفيهيًا جديدًا كبيرًا العام القادم بالقرب من ملكية ديزني الرئيسية في فلوريدا."
قال إيغر يوم الثلاثاء إن التكاليف الغير متكررة مثل تكاليف التحضير لسفن الرحلات البحرية الجديدة التابعة لشركة ديزني "تريجر" و"أدفنتشر" هي العامل الأكبر الذي يُثقل كاهل الأرباح على المدى القصير لقطاع المتنزهات، على الرغم من أن الحجوزات تظهر "نمواً صحياً في الأعمال". ومع ذلك، تراجعت أسهم ديزني مع تحقيق ربح سنوي حتى الآن بنسبة 29٪ عند الإفادة، وهو ما يتجاوز بكثير نظرائه، بما في ذلك نتفليكس. أدت الأداء القوي للأسهم إلى مساعدة الشركة على صد انتقادات بيلتز، ولكنها تركت أيضًا هامشًا ضئيلًا للخطأ في أحدث النتائج.
