شركات تصنيع السيارات اليابانية، بما فيها هوندا موتور ونيسان موتور، أعلنت عن رغبتها في التعاون في مجال السيارات الكهربائية (EV) لتواكب المنافسين الأكثر كفاءة من حيث التكلفة في الصين والولايات المتحدة. يوم الجمعة أعلنت هوندا ونيسان أنهما ترغبان في دراسة إمكانيات التعاون في مجال السيارات الكهربائية، وكذلك مكوناتها الأساسية وبرمجياتها. تتضمن المحادثات المبكرة القيام بالتوريد المشترك وتطوير مكونات مثل البطاريات، حسب مصادر من داخل الشركات.
صانعو السيارات اليابانيون، الذين يحتلون المرتبة الثانية والثالثة بعد تويوتا موتور في البلاد من حيث مبيعات السيارات، يواجهون ضغوطات من المسؤولين اليابانيين للتعاون بشكل أوثق من أجل تحقيق فوائد الحجم. بعد تجاهل طويل لهذه الضغوط، بدأوا الآن يظهرون مزيدًا من الانفتاح للتعاون بسبب الاستثمارات الضخمة التي يتعين على كل منهم القيام بها في مجال السيارات الكهربائية. في حين أن شركات صناعة السيارات من جنرال موتورز إلى فولفو تكافح من أجل إنشاء أعمال تجارية مربحة للسيارات الكهربائية، كانت العلامات التجارية اليابانية مثل هوندا ونيسان أبطأ من غيرها في تطوير مجموعاتها من الطرز الكهربائية. وتتخلف شركات صناعة السيارات التقليدية بشكل كبير خلف منافسين مثل تيسلا وBYD الصينية من حيث القدرة التنافسية في الأسعار.
الرئيس التنفيذي لشركة نيسان ماكوتو أوتشيدا يؤكد أن من المستحيل تطوير تقنيات للمركبات الكهربائية والذكية بمفردها، ويشير إلى سعي العلامات التجارية الجديدة للسيارات للسيطرة من خلال تنافسية الأسعار الساحقة والسرعة. الرئيس التنفيذي لهوندا توشيهيرو ميبي ذكر أنه حتى الآن لم تُجرَ أي محادثات حول مشاركة متبادلة، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال.
برغم التراجع العالمي في نمو السيارات الكهربائية منذ العام الماضي، تلتزم كل من هوندا ونيسان بتحويل أساطيلهما إلى الكهرباء. نيسان تهدف إلى أن تشكل السيارات المكهربة أكثر من 55% من مبيعاتها العالمية بحلول عام 2030، في حين تخطط هوندا للتحول بالكامل إلى المركبات الكهربائية بحلول عام 2040. في العام الماضي، باعت نيسان في الولايات المتحدة 20,616 سيارة كهربائية، مقارنة بـ 654,888 من تيسلا. حاليًا، لا تقدم هوندا أي نموذج كهربائي بالكامل في الولايات المتحدة.
لتطوير المركبات الكهربائية، تحالف العديد من مصنِّعي السيارات في تكتلات شمولية لتقاسم تكاليف التطوير وتحقيق اقتصاديات الحجم في الإنتاج والتوريد. في اليابان، من شأن تحالف بين نيسان وهوندا أن يخلق كتلة ثانية من مصنِّعي السيارات الذين يتعاونون في مجال المركبات الكهربائية. ثلاثة من مصنِّعي السيارات اليابانيين الآخرين الذين لهم حضور كبير في الولايات المتحدة - تويوتا ومازدا موتور وسوبارو - يتعاونون أيضًا في مجال المركبات الكهربائية. تعتمد مازدا على تويوتا في بعض الأنظمة الإلكترونية والبرمجيات، بينما تشارك سوبارو وتويوتا نفس المنصة في موديلاتهم الرائدة للمركبات الكهربائية على مستوى العالم.
في الماضي، أكدت هوندا بفخر على قدرتها على تجاهل سياسة طوكيو الصناعية والعمل بشكل مستقل. المؤسس سويتشيرو هوندا قاوم في خمسينيات القرن الماضي محاولات وزارة التجارة والصناعة اليابانية لتوحيد مصنعي السيارات اليابانية. اليوم، تدرك هوندا أنها لا تستطيع تحمل تكاليف العمل بمفردها في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة. في السنوات الأخيرة، أعلنت هوندا عن عدد من شراكات السيارات الكهربائية مع شركات مثل جنرال موتورز وسوني.
نيسان وهوندا كان لديهما شراكات عابرة للقارات خسرت أهميتها. غيّرت نيسان العام الماضي تحالفها العريق مع صانع السيارات الفرنسي رينو لمنح كلا الشركتين مزيداً من الاستقلالية. وأعلنت هوندا وجنرال موتورز في نهاية العام الماضي عن تخليهما عن خطط لتطوير ملايين السيارات الكهربائية بأسعار مقبولة ابتداءً من عام 2027، لكنهما يواصلان التعاون في مشاريع أخرى تشمل أنظمة الهيدروجين للمركبات ومولدات الكهرباء.
