صفقة بقيمة 15 مليار دولار لشبكة من مراكز البيانات تسلط الضوء على عملاق الاستثمار الأسترالي ماكواري. يعتبر بيع AirTrunk لشركة Blackstone أكبر صفقة في العام، ويشير إلى تحول استراتيجي يلفت انتباه آسيا والعالم في البنية التحتية العالمية.

من 3 مليارات إلى 15 ملياراً: رحلة AirTrunk

منذ خمس سنوات، استحوذت شركة ماكواري على شركة مراكز البيانات الأسترالية "إيرترانك" بمبلغ 3 مليارات دولار أسترالي. وقد تضاعفت قيمة الشركة منذ ذلك الحين خمس مرات – ليس صدفة، بل نتيجة لسياسة توسع عدوانية في أسواق مثل اليابان وهونغ كونغ وماليزيا.

السبب وراء هذا الازدهار؟ الطلب المتزايد بشكل كبير على مراكز البيانات. من الذكاء الاصطناعي إلى خدمات البث – الشركات مثل جوجل، أمازون وعلي بابا تبحث بشدة عن سعات. وماكواري قد خدمت هذه الفجوة بشكل مثالي.

أزمة الصين، فرص آسيا

لكن البيئة ليست خالية من المخاطر. الأزمة الاقتصادية في الصين والتوترات الجيوسياسية تضع المستثمرين أمام تحديات. ومع ذلك، تبقى آني ساتشكروفت، الرئيسة المشاركة لشركة ماكوراي للبنية التحتية في آسيا والمحيط الهادئ، متفائلة: "بالذات في الأوقات الصعبة تُتاح الفرص.

مثال على ذلك هو اليابان. على الرغم من العقبات التنظيمية واللوجستية، يظل البلد سوقًا جاذبًا، خاصة في مجال الاتصالات. ففي أغسطس الماضي، استثمرت شركة ماكواري في أبراج الهاتف المحمول التابعة لشركة التكنولوجيا اليابانية راكوتين.

تتحدى كوريا الجنوبية الأزمة السياسية

كوريا الجنوبية أيضًا على جدول الأعمال. على الرغم من الفوضى السياسية بعد عزل الرئيس، جازفت ماكواري بالدخول: في أغسطس استحوذت الشركة على مركز بيانات هانام. ساتشكروفت مقتنع بأن السوق سيبقى مستقراً – وأن الطلب على البنية التحتية الرقمية سيستمر في الارتفاع.

أستراليا: نموذج للعالم

ماكواري لا تركز فقط على آسيا. في أستراليا، تظهر الشركة كيف يمكن إعادة تصور البنية التحتية. كان شراء مكتب تسجيل لوحات السيارات في ولاية فيكتوريا في عام 2022 مقابل 8 مليارات دولار أسترالي مشروعًا رائدًا. بالنسبة إلى ساتشكروفت، من الواضح: "الحكومات الأسترالية تفكر بإبداع حول الأصول التي يمكن خصخصتها.

يمكن أن تكون هذه الفكرة مثالاً يقتدى به، وخاصة للحكومات ذات المديونية العالية.

فهم جديد للبنية التحتية

ماكواري تعيد تعريف مصطلح "البنية التحتية". بالإضافة إلى الاستثمارات التقليدية في محطات المياه والطرق، يوسع الشركة محفظته لتشمل البنية التحتية الرقمية والطاقة المتجددة.

لكن هذا التوسع لم يكن بلا انتقاد. في بريطانيا، واجهت "ماكواري" انتقادات بعد أن تضاعف تقريباً دين "ثيمز ووتر" خلال فترة ملكيتها. اليوم، تدافع الشركة عن سجلها: الاستثمارات بالمليارات كانت ضرورية.