ارتفاع الدولار: الانتخابات الرئاسية الأمريكية تسبب تقلباً في الأسواق

شهد الدولار أكبر ارتفاع له منذ مارس 2020 عندما أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن دونالد ترامب قد يتقدم في بعض الولايات الحاسمة. وقد أدت هذه الأنباء إلى ارتفاع حاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث تكهن البعض بأن سياساته ستبقي أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة. وعدت العوائد المتزايدة للسندات بجذب رأس المال إلى الولايات المتحدة حيث راهن المستثمرون على التوزيعات الأعلى. ورغم بقاء الانتخابات محصورة وعدم صدور تقارير من بعض الولايات الأمريكية الرئيسية، ارتفع الدولار بشكل ملحوظ مقابل جميع العملات الرئيسية في التداول الآسيوي. جاء هذا الارتفاع في العملة في ظل زيادة ضغط البيع في سوق السندات، حيث أعاد المتاجرون تقييم الفرص في السباق الضيق بين ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وكان ترامب قد وعد بخفض الضرائب وفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات، مما قد يزيد من التضخم ويبطئ من وتيرة تخفيضات الفائدة التي تقوم بها الاحتياطي الفيدرالي. وفقاً لما ذكرته بريا ميسرا، مديرة المحفظة في JPMorgan Investment Management، فإن خطط ترامب المتعلقة بالتعريفات والضرائب من شأنها أن تؤدي إلى زيادة في التضخم والعجز، مما يعني بالتالي ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل. ارتفع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة تصل إلى 1.6٪، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة ذات الـ 10 سنوات بمقدار 18 نقطة أساس لتصل إلى 4.46٪، وهو أعلى مستوى منذ أبريل. تسبب ارتفاع الدولار في خسائر في قيمة العملات الأخرى في جميع أنحاء العالم: انخفض اليورو بنسبة 1.8٪، بينما انخفض الين والدولار الأسترالي والفرنك السويسري بنسبة تزيد عن 1٪. وبلغت خسائر البيزو المكسيكي نسبة 3٪. وقد زاد السباق الضيق من التقلبات في الأسواق حيث انخرطت صناديق التحوط وغيرها من المتداولين في ما يسمى بتداولات ترامب، مثل المراهنة على انخفاض سندات الخزانة الأمريكية أو البيزو المكسيكي. بحلول 29 أكتوبر، كانت صناديق التحوط وغيرها من المتداولين المضاربين قد وضعت مراكز لزيادة أخرى في قيمة الدولار، مدفوعة بالطلب على الأصول الآمنة في ضوء نتائج الانتخابات. وقد احتفظت هذه الصناديق ومديرو الأصول والمضاربون الآخرون بحوالي 17.8 مليار دولار في مراكز كانت تدعم ارتفاع الدولار. ومع ذلك، لا تزال الولايات الحاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا تعيش منافسة حادة ولم تُحسم بعد، مما يترك إمكانية حدوث انعكاس كبير في أسواق الصرف الأجنبي مفتوحة، كما حدث في دورات سابقة.