في تايلاند، يشير معدل "THOR" إلى معدل إعادة الشراء الخاصة بين البنوك ليلاً.

ما هو معدل إعادة الشراء

يعد معدل إعادة الشراء أو ما يعرف بالـ "ريبو ريـت" من أهم الأدوات النقدية التي تستخدمها البنوك المركزية في إدارة السياسة النقدية لأي دولة. على مستوى عالمي، فإن معدلات إعادة الشراء هي مؤشرات رئيسية تعكس الوضع الاقتصادي والسياسات النقدية التي تتخذها السلطات المالية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنقدي. مؤسسة Eulerpool هي منصة متخصصة في عرض البيانات الاقتصادية الماكروية، ويهدف هذا النص إلى تقديم شرح مفصل وشامل حول مفهوم معدل إعادة الشراء وأهميته وتأثيره على الاقتصاد وأسواق المال. يُعرف معدل إعادة الشراء، أو نسبة الريبو، بالوثيقة المالية التي يتم بموجبها بيع الأصول المالية مع التزام البائع بإعادة شراء هذه الأصول بعد فترة زمنية معينة، وبسعر أعلى. هذا السعر الأعلى يمثل الفائدة أو العائد على القروض القصيرة الأجل التي تقدمها البنوك المركزية للبنوك التجارية. يعتبر معدل الريبو أداة أساسية لتقديم السيولة للنظام المصرفي، حيث تضطر البنوك التجارية في كثير من الأحيان إلى الاقتراض من البنوك المركزية لتلبية احتياجاتها اليومية من السيولة النقدية. من الناحية التاريخية، ظهرت عمليات إعادة الشراء لأول مرة في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، عندما احتاجت البنوك والمؤسسات المالية إلى أداة لتأمين السيولة قصيرة الأجل. منذ ذلك الحين، تطورت هذه الأداة وأصبحت تستخدم على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم. يرتبط معدل الريبو بشكل مباشر بمعدلات الفائدة العامة في الاقتصاد، وبالتالي يؤثر على مستويات الإنفاق والاستثمار والنمو الاقتصادي بشكل عام. تختلف معدلات الريبو من دولة إلى أخرى، وتعتمد على السياسات النقدية التي تتبعها البنوك المركزية في تلك الدول. فعلى سبيل المثال، يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة بتحديد معدل الريبو من خلال عمليات السوق المفتوحة، وذلك لتحقيق أهداف معينة تتمثل في الحفاظ على استقرار الأسعار وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. في الوقت نفسه، يتبع البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الياباني والبنوك المركزية الأخرى نهجاً مشابهاً في إدارة معدلات الريبو بناءً على الظروف الاقتصادية الخاصة بكل دولة أو منطقة. الجدير بالذكر أن معدل الريبو يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الاستقرار النقدي والتحكم في التضخم. عندما يواجه الاقتصاد ارتفاعاً في معدلات التضخم، قد تقوم البنوك المركزية برفع معدل الريبو لجعل الاقتراض أكثر تكلفة، مما يؤدي إلى تقييد الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وبالتالي كبح التضخم. بالمقابل، في فترات الركود الاقتصادي، قد تقوم البنوك المركزية بخفض معدل الريبو لتشجيع الاقتراض والإنفاق، وذلك بهدف تحفيز النشاط الاقتصادي والنمو. إحدى الآليات الأساسية التي يستخدمها البنك المركزي لتحفيز الاقتصاد أو تهدئته هي ما يُعرف بالسياسة النقدية التوسعية أو الانكماشية. ففي السياسة النقدية التوسعية، يقوم البنك المركزي بتخفيض معدل الريبو، وهو ما يحفز البنوك التجارية على الاقتراض وتوسيع نطاق الإقراض للعملاء. هذا يؤدي إلى زيادة السيولة في الاقتصاد، وبالتالي تحسين مستويات النمو الاقتصادي. بالعكس، في السياسة النقدية الانكماشية، يتم رفع معدل الريبو لتقليل السيولة وتقليل الضغط التضخمي. تأثير معدل الريبو لا يقتصر فقط على الأنشطة الاقتصادية الداخلية للدولة، بل يمتد ليشمل الأسواق العالمية. إذ يعتبر معدل الريبو من المؤشرات الأساسية التي ترصدها أسواق المال العالمية؛ حيث يمكن لأي تغير في هذا المعدل أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في حركة رؤوس الأموال وأسعار الأسهم والسندات. يُعد هذا الأمر ذا أهمية خاصة في الأسواق الناشئة، حيث يمكن لتغيرات معدلات الريبو في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة أن تؤدي إلى تدفقات رؤوس أموال كبيرة تؤثر على استقرار تلك الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمعدل الريبو أن يكون له تأثير مباشر على الأسواق العقارية وأسعار المنازل. في العديد من الدول، يعتمد تمويل الرهون العقارية بشكل كبير على أسعار الفائدة. عند ارتفاع معدل الريبو، تزداد تكلفة التمويل ويقل الطلب على المساكن، مما يمكن أن يؤدي إلى تراجع أسعار العقارات. وفي الفترات التي تشهد انخفاضاً في معدل الريبو، تسهل الحصول على التمويل العقاري مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. من الجوانب الهامة في تحليل معدل الريبو هو فهم العلاقة بين هذا المعدل وبين معدلات الفائدة الأخرى في الاقتصاد مثل معدل الخصم ومعدل الفائدة على الأموال الفيدرالية. تُعَدُّ هذه المعدلات مؤشرات متبادلة تسترشد بها البنوك المركزية لتنسيق السياسة النقدية وتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة. يعتمد رفع أو خفض معدل الريبو على العديد من العوامل الاقتصادية مثل معدلات التضخم، ومستويات البطالة، والنمو الاقتصادي، وغيرها من المؤشرات المالية الكلية. في نهاية المطاف، يمكن القول إن فهم معدل إعادة الشراء وأثره هو أساس لفهم السياسة النقدية والاقتصادية بشكل عام. توفر المواقع المتخصصة مثل Eulerpool معلومات وبيانات مفصلة وشاملة حول معدلات الريبو وغيرها من المؤشرات الاقتصادية مما يساعد المستثمرين وصناع القرار على اتخاذ قرارات مالية مدروسة. تحليلكم لـ معدل الريبو يمكن أن يفتح أمامكم أفقاً واسعاً لفهم ديناميكيات الاقتصاد المحلي والعالمي، وبالتالي تحقيق استفادة أكبر في مجال الاستثمار والتخطيط المالي والاقتصادي.